الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

للجنون منطق آخر

ما زلت تقنعني بكلام مجبول بالأوهام
لماذا تخاف الإقدام ؟
أتعثر بجبنك الهارب بين خطواتي
أطلق أنفاسي زفرات تنتحر احتراقاً
وتكتفي بتنهيدة دخان ..
أيعقل ما زلت تحيا متلحفاً بأكفان الملل
مستتراً بعباءة العمل
قابعاً في زاوية الزمان ..؟
تقول حبيبتي تريثي
واتركي للمنطق مكان
لقد سئمت الالتزام ، الاستتار
الانكسار ، الانهزام ...
سئمت العيش في  الضفة المواجهة للحياة
سئمت العيش بما يتوقع الآخرون
سئمت العيش بلا حرية ، بلا وجدان
سئمت العيش في زمن تُنحر فيه الأحلام
سئمت العيش كالاوثان
دعني لشرودي ووحدتي
لصلاتي وخلوتي
دعني ..
ولا تدعُني لحياة بلا حياة
دعني لمنطق الجنون
فليس لمنطقي حدود
وليس لاحلامي كيان






توق مجنون

يستدرج الظل ظلالاً
وأعدو هاربة من ظلي
أهتف  بصرخة الطفل الأولى
وينتفض الصدى
فجوات المدى  تتّسع
لتصطاد أحلام الحروف
كلمات زانية في خطيئة الليل
تستيقظ بلا يقظة
جريحة تولد
جريحة ترتحل
على ضفاف الصمت تستريح
تغادر السكينة  نفسها
ويغتال القدر قدره
تستجدي الحياةُ الحياةَ
وتركض لاهثة خلف أطياف النسيان
المشبعة بتنهدات الصبر الخجولة
ويجتاحني توق تائق إلى ذاته
أتوق إلى البقاء
أتوق إلى الرحيل
أتوق إلى من يهمس لي  بأحلامي الهاربة
أتوق إلى من يكتبني بأقلامي المجنونة
أتوق أن أقتفي الدليل لنفسي
أتوق إلى أن يسهو بي جنوني
لأسدل ستائر التوق
في انتظار توق جديد
فهلمّ أيها الحب الشريد التائه
لملم أنفاسك المبعثرة
واسترح على عرش نسيانك
حاكماً مطلقاً على أشلاء الذكريات