قال : ما لي أراكِ  باردة المشاعر
       ألا تشعرين بحالي ..
       أحبّك ..ألا تدرين ؟
قالت : تحبني ..! يا للكلمة الكبيرة
       تقولها بفخر ..بعنفوان رجولة
       وتقول أني ما زلت في الحب طفلة خجولة
نعم ..أنا تلك الطفلة الخجولة ..
لا أعرف الحب سوى إحساس صادق بريء
هو طفل يلجأ لحضن أمه وهي تؤنبه
هو طفل يثق بأبيه وهو يرفعه لأعلى ويلاعبه
ذاك إحساس لا يتعلمه
ذاك إحساس من همس الله يغرسه فينا
الحب قدر يهبط فينا وحيا"
هكذا يولد كبيرا منذ اللحظة اﻷولى
هو اجتياح لكل متناقضاتنا
لا يطرق بابا ..لا يشاور منطقا
لا يحدد له مسكنا
لا يرسم أفقا
لا يعرف الحدود ..
هو أن أتنفسك مع كل نسمه روح
أن أحيا بنبضك مع كل شهقة حياة
هو أن تختنق بك اللحظات بدوني
وأن تصبح شمسي في غيابك ظلمات
الحب ليس روايه ولا أسطورة
الحب ببساطة موت أم حياة
أجبني الآن : أتحبني ..؟

ثورة شرقية

هناك .. على مرأى من أحلامي
وقفتَ تتمرّى بمرآة أيامي
قطفت من حروفي زهرة خجولة
زيّنت بها جيب سترة الرجولة
قيدتَ كلماتي بفواصل
بترت أشواقي بنقاط
وضعت غموضك بين مزدوجين
ففاضت دموعي على خد قصيدة عذراء
حرمتها اللهو في ملاعب الطفولة
في آخرها نقاط ثلات
تبكي عبثية الجنون
صارت قصيدة بلا هوية
بلا قدر
بلا قضيّة
أسعيد بخصالك الشرقيّة؟!
تمتص من جوعي رحيق كبرياء
وتعلن من صمتي امبراطورية صمّاء
عذراً ..لم أعد  كسائر النساء
لم اعد تلك الطفلة البلهاء
ولا أجيد فصول الرقص والغناء
والخنوع والتستر بالحياء
أنا يا أنت امراة شرقيّة
تجيد حمل راية الحرية
تحترق حروفي فدى ثورتي
فجد لك  بين النساء أنثى فقط
وكن ذكراً لا يحمل سمة الرجولة

صلاة شوق

أبتعد ...

يخطفني ذهول انبعاث آخر

مجهول يقتحم  أفكاري

يجاور عزلتي

يحاور أسراري 

يغريني بنظرات 

يدعوني لأسافر معه 

على جناح الكلمات

أغرّد بحروفي أشعارا

وأغزل نغمات

يدعوني إلى الحياة

يقول : سبقنا الحنين

فهاتي ما لديك  من جنون

ولنلتقِ على مفارق الأوقات

يدعوني لأتنشق بخار الشوق
يدعوني لأتلو صلاتي
نغماً  في أعماق الذات

صلاة الطفولة

صرح لآفاق الطفولة

لصفوة الروح ..

لتكريس الإنسان ..

زهور بالخير تضوع

ترعاها ملائكة الرحمن

عيون بالدمع تغوص

تنتشل الفرح

هنا الطفولة تشدو

تعبُّ مناهل الحنان

تعزفون لها أحلاماً

تُنيرون شموعاً

تزرعون الريحان

هنا ..

في حضرة السماء نصلّي

تموج في آفاق الروح أنسام

تقطر الورود شذاً

في مسام غضّة الأفنان

هكذا الحبّ تجلّى

لمقام الطّهر في لبنان

هكذا نبقى ونحيا

لخدمة الروح عنوان

ننسج من آهات القدر بسمة

وبالمحبّة  نتدثّر

تقينا تصاريف الزمان

نَهِبُ المستقبل أجيالاً

وللإنسانيّة شعلة

                                                                                           توقظ أعماق الوجدان                                            

                                                                                                                                                        

حرية

إحساس ..

يمس ذاتي

يولد شعور

يزول شعور

ظمأ  روح

وفي القلب 

حطام ...

جمود ..

ثورة ..

فوضى ذاكرة  عبور 

عطش حروف 

يغافل  أحلامي

يسترق لمحة خاطفة

جنون عشق 

لهيب شوق 

سكون 

خمول

أفول

نقول 

إلى الأبد 

لا 

ليس واقعاً

فما من دائم

تتبدّل الفصول

تحترق مشاعر

تتبدّد آمال

تحلّ آلام

ملل 

خوف

صمت 

صخب

حياة 

ذبول ...

كله يحيا فينا

وكله يزول

إلا تلك الطفلة الهاربة

تركض في حقول الريح

ثوب زهري

وشاح مطرز 

صرخات صمت 

تشق آفاق الذهول

تعدو وتعدو

على خدّها صفعة زمن

لعنة أيام 

ذاكرة نسيان 

وما تزال تعدو ..

تسابق صوت الحياة

تعدو لتحيا

حرة

هكذا خُلقت

هكذا تبقى

حرة ..

تضحك وتضحك

وإن انتهت المساحات

تضحك حرة

تنطلق

إلى المجهول 

حبيبان .. جداً

لا أسف سيّدي
على عالم الإنسان
لا أسف
على دنيا الفناء
والنسيان
لسنا بحاجة
رسائل عشق
لا ورد
لا عطر
ولا ريحان
لسنا بحاجة
أرض أو سماء
لقاء أو عنوان
حبيبان ..جداً
والحب أمامنا
شتته الذهول
فراح يسائل نفسه
ينغصّه الحرمان
حبيبان وأكثر
لسنا بحاجة
أماكن
أو أزمان
تتساءل لمَ
لا تنتابنا لوعة
لا تسيل دموع
لا ينزف وجدان
كيف نتعالى على الجراح
كيف نلوذ بالكتمان
كيف وكيف ..
لكن كيف .؟
كيف نهاب حزناً
والحزن منفذ الروح
معبر الجنان
كيف نهاب شوقاً
والشوق رفة قلب
شغف الفقدان
كيف نخاف
والخوف عجز روح
ضعف إيمان
بل كيف لا نحيا حبنا
والحب ذرات الخلق
لمسة الرحمن
فقل لي بعد يا سيدي
كيف نحتاج شيئاً
وروحنا متّحدة
تحلّق فضفاضة
في سماوات الأكوان

مايسترو الليل

مساء شارد  ..
يتمايل على أرجوحة السكون
شوق سارح ..
يتسوّل بعض الجنون
حب ..
بوح  ..
ويحمّر خدّ النجوم
قمر لعوب ..
يفكّ أزرار قميص السهر
وأنت بعيد ..
بيني وبينك كلّ مسافات الضجر
قرون من أشواق
كواكب ..
أفلاك ..
ليل ..
حروف ..
قصيدة ..
صور ..
أرى الجنون يحلّق
في سماء القلوب
يشاغب ما يشاء
يذيب الصبر
يبعثره أشلاء
ينثر  الشوق
رذاذاً في العيون
يتلعثم الدمع
تنتفض الجفون
يحمل مايسشترو الليل عصاه
وينساب لحن الحياة
يشقّ عباب الذات
يستحيل ضاء
يتسلّل القدر
هارباً من أعباء الحياوات
يلوذ مع الفجر سهوة
يغافلان الزمان
يرقصان ويرقصان
يجولان ميادين الأكوان
إلى أن تتعب النجوم عزفاً
فيحرّرها القمر
يُنزل عصاه
يُلقي نظرة أخيرة
ويتلاشى ..
في صمت السحر

معزوفة صمت

أغوص  .. أغوص...
والبحر صار أعمق
كلما اقتربت
أجدني أبعد
الألغاز تتشعّب
الأفكار تتحيّر
أنا التي تبحث
 في كلّ شيء
عن اللاشيء
أبحث عن ذلك الوميض
عن شعلة الوجود
عن أنفاس المطلق
أبدأ من ذاتي
أنتهي  بذاتي
أترك الغوص والتيارات
وأعود ..
أعود  لبراءة الحياة
أفتش  في المروج
عن زهرة حب
أتّخذ من أرز بلادي وشاحاً
ألفّ فيه أحلامي
أستكين
أركن في ظلال الأرز
أنصت لمعزوفة الصمت
تلك معزوفة
لا تجيدها كل آلات البشر
فأحسّ أنني في حضرة صلاة كونية
همساتها  من ظلال الله
ترانيمها سيمفونية طبيعية
دُعي إليها كلّ البشر
لكنّني الوحيدة فيها
أشعر  بكليتي
أشعر بتوحدي
تصبح السماء نبضي
قلبي سحابة خريف رمادية
أحس أنّني على صهوة حلم
أجوب مجاهل الكون
أعود وعلى كفي
فراشة  ..
عطر ..
لحن ..
أحفظها في الروح
أهمس للربيع
أعدو فوق جبال وطني
كطيور أسطوريّة

نشوة أفول

ذات  أفول ...
يغادر  شتاء العمر
تضمحلّ الأنفاس
تتلاشى الظلال
على أفق الرحيل
يتلعثم البقاء بحروفه الأخيرة
تتسلّل خيوط الروح
ململمة جراحاتها
إلا ذاك الليل المتوّج بنجومه
يكتفي بسكونه
يمرّر وجودنا بهدوء
بخشوع
دون حتى
أن نخدش غشاء الحقيقة
تنطوي رحلة من رحلال القدر
كانت ..
أسطوريّة الشذا
بهيّة الألوان
كانت ..
أنشودة فرح
بآلامها وأسقامها
بخيباتها وأحزانها ..
كانت ..
أنشودة ربيع
بكلّ فصولها وآثامها
مددت يديّ
لوّحتُ بالوداع
ربوع الشوق تنتظر
أرنو إلى ذاك اللقاء
يا سحابتي الماطرة
افتحي صدركِ
وبلليني بالنقاء
لأغيب .. وأذوب
وفي أعماقي تعيش
نشوة مطر
ترنيمة سماء

سامحيني

يقول سامحيني

ويعلن ثورة العشاق

قبلاً على جبيني 

يفرش الأحلام لي نجوماً

وروداً ورياحينِ 

ويقول سامحيني

مراجية أنتِ يا حبيبتي

فهل عليً أن أوشوش الأصداف

أو أفتّش في خرائط العشق 

عن شوارع مدائنك 

وأسماء الميادينِ

أنا رجل تهت عن قدري

وأبحث في عينيك عن عناويني

تهمسين شوقاً 

فتتفجّر في سكنات العشق براكيني

ثمّ ترحلين بلا وداع

وتتركينني للريح 

أقصّ مواجعي

وأقدم للشوق قرابيني

عاشق أنا يا سيّدتي

أفلا ترحميني ؟!

دعيني أعود طيفاً 

في ليل أنغامك 

عطراً في مساءات القمر

دعيني أعود لعينيك

ففيهما انبعاث يحييني 

أحبك ....

كالعادة ...

تطلّ عليّ فجر نهار

تفرش لي على يديك أساطير اشتياق

وتجعل لي في مدى أنفاسك شراع إبحار

على شفتيك

يرتاح الزمن لحظات

أحسّ أنها محطات رحيل

وشوق

وانتظار

تبعثرني سنينا بنظرات

تلملمني حنينا بهمسات

تسكنني صفوا وسحرا

ألما وفرحا ...

تغزو أفكاري ووجداني

فرسا جموحا بلا لجام

أفتح من عينيك نوافذ أحلامي

وأرسم على سمائك لوحة تحرري

دونما اختيار

تقول:

أحبك

فيسكر لساني عن الكلام

وينتفض بريق الدمع في عيوني

فأعرف

أنه منك يغار

امرأة بلا عنوان

تعصف بي رياح التمرد

بين آن وآن

تقلّب عليّ  حروفي

تبعثر الأوزان

تحتجز أحاسيس الطفولة  

تعلن ثورة العصيان
تشرّدني  من ذاكرة  المكان
نافذة عبور
نجو جزائر منفية
أسطورة
من أساطير الجنان
أتصفح  مراجع الأبديّة
أختلي بوحدة الكون
امرأة بلا عنوان
أعبث بدائرة الأزمان
أحذف الماضي من مفكرة الوجود
أنفي المستقبل إلى بحار النسيان
وأعيش الآن
فقط الآن
روحاً طليقة
ترفرف حول نايات الوجود
تخفق بصفو الالحان

امرأة القصيدة

بيني وبينك سيّدي
قصيدة وحروف
يفصلنا نبض القوافي ..
يفلصنا مطر وريح
جبال وكهوف ...
أنت رجل المنطق والحساب
وأنا امرأة الحبّ والشعر
واللحن الشغوف
أنت تلميذ الواقع
تجتني منه ثمار حساباتك
وتؤمن بكلّ ما هو واضح
كلّ ما هو مكشوف
أنا ابنة الجنون
مراتعي المستحيل
فضائي المجهول
أبحث عن حقيقتي
خلف الخسوف والكسوف
أنا يا سيّدي امرأة القصيدة
بعيدة عن دنياك الرتيبة البليدة
أنا امرأة وُلِدَت بخصال عنيدة
ميزاني نبض روح
وإحساس عطوف
سأبقى غريبة عن دنياكَ
وحيدة
تنحَّى جانباً عن دربي
فلن تجمعنا ظروف

إلى روح طاغور

إنني أنسى
أنسى دائماً
وكيف أنسى ؟!
مصير يعرقل المسير
يجعلني عالقة هنا
على أرض الوهم
أتوق أن أطير
ألامس بأحلامي بريق النجوم
أتفلّت من قيود الجسد
أتنشق أنفاس انعتاق العبير
بعيدا .. بعيدا
داخل جنان رحمتك
وفي واسع حكمتك
أنا ظلٌّ صغير صغير
ظامئ لخفايا المعرفة
يشدّني لحن خفي
ينساب عميقاً في ألق السكون
يدعوني إليك
يدعوني
فأصفق بجناحيّ
شغوفة بالتغيير
وإذا بي واهمة
سجينة زمني
والانتظار كبير
أواصل سبر أغوار الوجود
علّني أحظى يوماً بتذكرة ذهاب
نوافذي  مفتوحة
وهناك بصيص فرح يسري
فيحلو ما هو مرير
ها قد شرّعت أبواب وحدتي
فما من مستحيل
ولا شيء مع الإيمان عسير

مناجاة الروح

ألا تسمع ؟
يناديك بوح ماضِ
يصيح على ثغر ذاكرة
يشتاق ..
أليك يشتاق
كنت هنا ذات لقاء
رحلتَ ...
جدلت أحلامي على كفّ فراق
تركتني جفافاً
عيوني صحراء
قلبي خواء
هجرني عندليب السواقي
مات في رحم الحنين جنين البقاء
صرت لمحة عمر هاربة
صرت ترنيمة فناء
خلاصة أعوام فارغة
حروف تبحث عن حضن قافية
أصوات تنشد الغناء
أسألك ربّي الرحيل
صار بقائي شقاء
كيف أهدّئ في داخلي
صدى  التوق الخفّاق
وروحي عشق لهمس الورود
لرحيق الدائم  المعطاء

عاشق الجمال

قالت :علام تنظر يا ذاك الغريب ؟
يا ذاك الرجل الآتي من محال
عمَّ تبحث .. وبعينيك تقتحم ..؟
علام تقلّب فيّ مفاتن الجمال ؟
أما مسّك خفر يا أنت  ..
أم قد خانتك أخلاق الرجال ؟
قال : مهلك سيدتي
أوليس من الرجولة عشق الورود
وأن ننحني خفراً أمام الغنج والدلال ؟
كيف أشيح بأحلامي عن حوريّة
وعيناها تامل وصلاة وابتهال  ؟
أنا عابر سبيل يا سيدتي
عابر تعب من الترحال
شاخت على صدره الليالي
وبكت لأحزانه الجبال
جلت بمواجعي كلّ معالم الدنيا
ولم أعثر بعد
على ما يشفيني
من لوعة الحبّ
ومن داء الخيال
فمذ عبرت شطّ عينيك
تشلّعت روحي بين مدّ ووصال
وصرت أنشد صومعة خلاص
بين أحضان يديكِ
غريق  لا يبتغي انتشال
فاخلعي عنكِ رداء الجدّ يا جميلتي
وتعالي  .. تعالي
فللجنون نغم وراقصان
موقد نار واشتعال

شيفرة قدر

ينتسم ناسوتك
على مرايا الصور
فتضمحلّ الأوهام
يشعشع بريقك صادحاً
كفجر يدقً باب الليل
كصمت يدندن ترنيمة سحَر
ذهولي يستلقي ذهولاً
يغوص في مراياك
أكان ينقصني شيفرة جديدة
من شفر القدر
وأجدني في آنين معاً
آن يجمعني بك من غير آن
وآن يحملني إليك بلا سفر
تختصرني أزلاً في ومضة نور
تبتهل أحلامي صوت ناي
يستميلني من أعماق الفضاءات
تتلألأني خشوعاً
تمطرني
 حباً ..
شوقاً ..
وهجاً ..
سكراً ..
تُذيب أزمنتي
تعطّل تجسّدي
وتطرحني روحاً
ترفرف شجيّة
تغلغلني في ذرّات
لأضمحلّ وأضمحلّ
وأذوب في بحرك العائم
خارج الأعماق
في قلب الأعماق
كدمعة عشق
هامت بعذرية المطر

ناسكة الحرف

وحيدة  ..
تقتلعني مقاعد الخجل
ترمي بي ناسكة
في معبد الحروف
أبحث عن كلمات تأويني
أقلّب أشواقي الذهولة
أنذر شموع الحب
في قلوب العاشقين
أستلهم من ملائكة العشق
عناويني
أبحر في غسق الغروب
أقطف ألوانه النارّية
أغازل أنسام الربيع
فتهديني شذاها الورديَّ
ألملم أوراق الزمن المتساقطة
أستر بها عريّ القدر
وأنتزع من ألحان السماء
نوتة موسيقيّة
أناجي الرياح
وأتّخذ من شغاف الحب
مركبة  فضائية
أجاور الأفلاك
أدخل إلى غياهب الكون
أنقش على سماواتها
تراتيل عشاق
وصلوات حب لازورديّة
أطرز لها وشاح الغرام
من دموع العشاق السريّة
أرسم لها شمساً وبحراً
وشراع حروف
وأسكنها ..
على مرأى عينيك
على غفلة من الزمن
سهوات تامل  نورانيّة

عاشقة

من باب عزلتك .. تغزل لي الحب كلمات
تصارع أهواء السفن وترسم من النور شراعات
فتشرئبّ الأمواج ممزّقة وجه المستحيل
وتأتيني من صلب الرقة
تكدّسني أكواماً من الأحلام والخيالات
تنثرني على مشارف القمر
تغرقني في ليلك مزاجي الهوى
أغالب الغفوة الصارخة في عيوني الشاردات
تحملني إلى غياهب الكون
طفلة تعدّ النجوم والشهب السابحات
تتسلّق أقواس السحاب
تستحم بألوانها
تهرول ضاحكة على واحات الغيم
وتستلقي متعبة على أكفّ الزهرات
يدغدغ روحها شذا الفل والمنتور
تلتمع في عيونها أساطير الزمن
تستفيق على قرقعة طبول الكواكب
تصفق في حفلة  كونية راقصة النغمات
وتعيدني إليك إعصاراً من الأشواق
تجعلني أحاكي الأطياف
تجعلني عاشقة تعزف الحروف على النايات
وتسجنني في قلبك دهوراً
راضية ببضع همسات

رحلة قدرية

طفلة تلهو على حافة القدر
تحمل بقايا لعب
هاربة من ضحايا الزمن
لا يرتسم على ملامحها
سوى حروف صارخة صامتة
وكلمات لاهية في غفوة الليل
تبحث عن مثواها الأخير
في أحضان السراب
تطرق الأبواب ..
تناشد العبور
تحمل من الذكرى مصباح أمل
وأحلامها تشلّعت على مفارق القهر
تسير هائمة .. غريبة ..
كأسطورة إغريقيّة
تبتهل الخلاص
على غفلة من أحاسيس البشر
تحاول ستر عورات الإنسانيّة المصلوبة
تحاول ردم تجاويف الفساد
وأنفاس الذل تصطدم بجدار الخيبات
والرحلة القدرية ما زالت طويلة

فجر جديد

لآخر مرّة ..

تدمع عيون الحب طهراً

على نعش الوفاء

أين زال ذاك الرجاء؟

أين وعودك يا أنتَ ؟
تنسحب انسحاب الضعفاء
لازمت الصمت 

أضعت حروف الاعتذار

وسقط الحلم على مذبح الخيبات

لن ألتمس لك أعذار رجولة غائبة

في حضرة البراءة المقهورة

كان يكفي بضع كلمات تائبة 

كان يكفي أن تقول وداعاً بكبرياء

حسبي أنّ فجري  سيبزغ من جديد بعدك

وفجرك  معتقل في ظلمة أقدار الجهلاء

حسبي أنّي أنذرتك الإخلاء

فما عاد قلبي يستقبل النزلاء

حسبي أنّي غادرت قنديلاً في أوج الإشراق

ربّ وافته ساعة الضجر فلاذ بالفراق

حسبي أنّي كنتُ لحن الروح

وبعدي سينقطع العزف والغناء

حسبي يا أنتَ ..أنّي امرأة

عشت نصف حياتك لتحبّها

وستنذر حياتك الباقية لنسيانها

دون أمل بالشفاء ..

وداعاً ..

فات الأوان ..
وفي أوصالي تستفيق آلاف الأعوام
يقتات الزمن  أحلامي وأيامي
يتركني راقدة على هشيم النسيان
يجعل منّي سواراً في يد الريح
والروح باتت على وشك الفقدان
نعم حبيبي ..
فقد فات الأوان
تعبت ..
تعبت الوقوف على أبواب الغيم
أستعطف
بعض الغيث
بعض الندى
لتحيا وريقات الغرام
سئمت ..
سئمت وعودك أيّها الشرقي
تكتب حروفك على الماء
ولا يبقى من الكلام سوى أوهام
فهكذا هي الأعراف
في مجتمع النفاق والرياء
هكذا هي الأعراف
في زمن اللاإنتماء
فأين عساي أجول بصولات الذات ؟
وكيف يوافي القلب موعد الحرمان ؟
بتنا في عصر غريب
مجسّمات من ثلوج
ترقص على فوهة بركان
هذا ما آل إليه إنسان هذا الزمان ..!
نعم أحببتك ..
ولا يكفي
لأنك أحببتني بمقاييس العصر
بشروط القدر
بما لا يتجاوز المكان
وأنا لا أرضى بحب محدود
لا أرضى بفتات أقلام
الحب عندي كلّ أصوات الشعوب
والحروب والفرسان  ..
كلّ السنوات الضوئية
والسحب و الخيال والأحلام
الحب عندي أنجم وكواكب وأكوان
حبّي  صلاة لرب الوجود
حبّي ترتيلة إيمان
فاعذرني يا من أحببته
حتى انتحر الشوق
وذابت في مواجعي ملامح الوجدان
اعذرني
لأنّي أحببت بهذا القدر
فأنا لست من المتطرّفين
ولكنّي بحبك
انفصلت عن الزمان والمكان
اعذرني
لأنّي خلقت في زمن ليس زمني
زمن تقبّل فيه الطهارة يد الخطيئة
وتسير هائمة على قارعة الارتهان
وداعاً ..
وداعاً  يا من أحببت
ما عادت جروحي تقوى على النزف
وما عاد قلبي يحتمل لهب النيران

ديكتاتورية

هكذا أنا يا سيدي
في الحب ديكتاتوريّة
لا أملك أنصاف حلول
ولا أرضى بمقاعد خلفيّة
الحب عندي سفر روح
لمروج الشوق الخياليّة
الحب أحلام نسور
وتغاريد ملائكة سماويّة
وقلبك عرش مملكتي
أنا وحدي المليكة فيه
لا قبلي ولا بعدي
هكذا الحبّ عندي
جنون بجنون ..
لا يعرف منطق
ولا يفهم عقلانيّة
هكذا أنا يا سيدي
حبي غجريّ عاصف
يهوى النيران المشتعلة
السهر والليالي القمريّة
حبّي قهّار
مغامر
متمرّد
مغوار ..
لا تحكمه قوانين
ولا دساتير أرضيّة
فهكذا أنا ..
حبّي صاخب
صامت ..
تحرّر وعبوديّة

رقصة تانغو

هناك
وقفت ..
تدثّرت بلحن الحياة
تستميلها نوتة موسيقية
تصدح في سكون  نفسها
أفاق العمر على وجنتيها
دوائر الزمن  في معصميها
حملت بريق  الوجد ومشت
تغدق من روحها لوحة راقصة
احتفظت بها همسات حلم ذات مساء
موسيقى أشهى من الشغف
تذوب في الأثير
في نور النهار
تهيم بها الأماني
ويستريح الليل على يديها
مستسلما
متلذذا
بأنفاس بخور العشق
مستعذباً تقبيل لحنها
وها هو آت  ..
كسحابة شوق تفتح أبواب المطر
كقبيلة من العشاق تتلو صلوات القمر
يمسك بخصرها فتتمايل آلاف الآهات
ويختنق القلب بعبيره والنبضات
تنتحر الامكنة  ويتحرّر الزمن
هي الآن في كلّ مكان
وفي لا مكان ...
هي الآن  تخطّ خارطة الإنسان
هي الآن ترقص على أرصفة الكواكب
تتمايل بين ساحات الأكوان
هي الآن معه بعيداً عن كلّ ما كان
في عالم آخر لم تطأه قدم إنسان
ترقص فتحيا
ويحيا بروحها
روحان جمعتمها رقصة تانغو
فعاشا عمراً في لحظات
وبعدها..
فلينفهما النسيان

من أنا

أنا يا أناي  ..
بدأت من صفر التكوين
عرفت تاريخ الإنسان
ذقت الحب وذقت القسوة
عرفت الإنسانية مقيّدة بغلال الظالمين
عرفت أمجاد التاريخ وخيبات الشعوب
عرفت القتل بإسم الدين
شهدت صراعات السلطة ونفوذ المتسلّطين
عرفت وهميّة عالمنا ..
وفهمت ..
فهمت كيف يتمرّد القلب على نبض الحياة
وكيف تهيم الروح بحب الجسد وهو بعد جنين
لمست الأمومة طهراً .. بكلّ ألوان المحبة والحنين
أيقنت الكون بتناقضاته وازدواجيته
أيقتنه صرخة حياة وصلاة تائبين
وتعبت ...
تعبت من مشاهد الإجرام ..
من القتل والذبح ..من الشقاء والأنين
من الفقر والعوز والمذلّة ..
أرهقني سفر السنين
ربّي عد بي إلى عالمي
وحررني من الجسد السكين
عد بي أراقص الأحلام
على أرصفة الخلود
على شرفات الوجود
خلف اسوار اليقين
أتوق إلى حضن الله
إليك يا أرحم الراحمين
أما حان لنفسي بعد أن تستكين..
أنا يا أناي..
مخلوق بذاكرة ماسيّة
مررت بأجيال وأجيال ..
ولا زلت أنتظر ..  بصبر المؤمنين
أغرقت سفني الرياح
وأنطفأ مصباح الصباح
أقعدني المصير عن المسير
فساعديني يا أناي
خذيني ..
أخرجيني من دائرة الزمن
سئمت ملامحي تجاعيد المتعبين
أنا يا أناي ..لا شي سوى ..
خيال مبدع
ولحن أغنية حزين
فمن أنا يا أناي ومن أنتِ ؟
أفلا تجيبين ؟!

أغار أكتر

كل شيء تغير ..

فمذ أتيت ِ حبيبتي 

ومسّ حبكِ جذر روحي 

تقمصّني الجنون

ولامس الشغف  جروحي

وكل شيء تغيّر

ما عرفت قبلا كيف ترتوي الروح العطشى

ما عرفت قبلا كيف يذوب الحنين بالحنين

وكيف يشتعل الشوق على دروب الأنين

ما عرفت قبلكِ أني أغار 

أغار جداً
أغار أكتر
أختبئ وراء كلماتي
في صومعة الحياة
وعلى أجنحة النسور
أرسل للنور صلواتي
تركتُ روحي تستهوي القدر
ولملمتني تيهاً في مصابيح التحرّر
تركت الأشواك
تركت الحرائر
تركت أيامي على محراب السهر
وجئتكِ هنا
عند أطياف الخيال
نراقص وتر الوجود
تجذبنا غواية المطر
جئتكِ ..
بحراً ..
شمساً ..
ظلاً ..
ألماً ..
فرحاً ..
جئتك حباً لا يشبه سواه
وها أنا قربك
وما زلت حبيبتي
أغار جداً
أغار أكتر ..

صمت البدايات

لكلامك طعم آخر ...
كأنّ حروفك قد قُطفت من ثمار الجنة
لكلامك لون آخر ..
لون الحب الموشّح بنبض القلب وخيبات السنين
لكلامك صلاة أخرى
صلاة الروح وأنين العاشقين
لكلامك بُعد آخر ..
يفوق بُعد الآفاق والسماوات  والأزمنة
لكلامك عمق آخر..
يفوق عمق البحار والاحلام والآهات
لكلامك وقع آخر...
يفوق كلّ الكلام والمعاني
ولصمتك رهبة أخرى ..
ففي صمتك كلام
لا تشعر به الحروف
صمت يجعلني أحسّك
أكتبك قصيدة للحب في دمي
أرسمك لوحة للعشق في خيالي
أغنيك أنشودة للشوق في سهري
صمت يتقن البدايات
ويتركني تائهة بلا نهاية

وردة بنفسجيّة

حب شارد عبر الأثير
ومساحات من الزمن ..
قطرات شوق تتسلّل ندى
يداعب مسامات الروح
والقلب بات عاجزاً
عن مداواة الجروح
أيا أنت ..يا من تسرقني
من ذاتي وإلى ذاتي
يا من تنفيني إلى أعماقي
ثمّ تعود بي إلى واقع خيباتي
يا من أسمع نبضه أنيناً يحرقني
تأتيني من عالم آخر
لتحملني على صهوة الأحلام
تقول أني لحن أيامك المتعبة
وشمس روحك الحزينة
تقول أنني حورية العشق المقدّس
فأعشق البحار وتعشقها في عيوني
لحظاتنا تبدأ بالحب وتنتهي بالحب
وما تبقّى زمن ثرثرات فارغ
عصينا القدر ولبسنا رداء الجنون
لكنّه القدر نفسه جاء ليقتلنا
وينثر رفاتنا رماداً في صحراء العشق
فاعود وردة  بنفسجية عذراء
خُلقَت تعشق المطر
وتعود أنت  مطراً
يروي عطش الروح
بحبيبات من جنان الله
يجمعنا ضباب اللهفة
وترانيم السهر

بعفويّة ..

هكذا  .. بمنتهى العفوية
قال .. الموسيقى شغفي بها أتلمّس الكون
وأمتزج  بروحي السماويّة
قال .. الأحلام موطني ففيها ذاكرة الذات
ومعها أحيا بحريّة
قال .. الحزن صاحبي .. التقينا منذ الأزل
وكان رفيق السفر في كلّ رحلة أرضيّة
قال .. أرهقني صمتي .. فكيف أتيتِ يا أنتِ
وأتقنتِ غواية القدر ليشقّ القلب بسادّية
أهواكِ  ..؟ .ما عدت أدري ..
فمعكِ عرفت لما أحيا
معكِ عشقت العبوديّة
أنغامي صارت أهازيج ..ترنّم لأجل عينيكِ
وفي عينيك سينفونية
قال ..  لم أعرف قبلاً..  أنّ في الحب سجود
وتسابيح صلاة قدسيّة
إلى  أن أحببتكِ يا قمري
واشتعل  في القلب  صبري
نكّس رايات الزمنِ .. وعلت أصوات ثوريّة
أهواكِ ..؟ ما عدت أدري ..
أنفاسكِ  قد سكنت  صدري
كترتيلة وجد إلهيّة
قال ..لأجلكِ حرّرت شغفي
وانقلبت كلّ الأدوار
لحكاية حب جنونيّة
عندما أسألك تشكين
وتقولين بكلّ برود
أهواكَ ..؟ أنا لا أدري..
غريب هو حال الدنيا
اختلطت كلّ أوراقي
حروفي صارت عصافير
تفتّش عن زمن العشق
في قصيدة حبّ عفويّة

لعبة القدر

ها أنا أعلن انسحابي
فلتعتد منذ اليوم على غيابي
شهقة موت تتبعها شهقة حياة
هكذا هي النهايات تحمل في أطرافها بدايات
صرخة زمن على شفير الوجود
ما زالت تستنطق الأيام
لتعترف بما تخبئه من آلام وآثام
وها أنا  غارقة في الأعماق
أحمل أحلامي بكف من سراب
وسرعان ما تميل دفّة الميزان
إعصار صامت يسحبني إلى دوامته
لأجدني  على مقاعد الانتظار
أتساءل عن موعد رحلتي
فقد سئمت لعبتك أيّها القدر..

رحيق القلب

ألا تعرف بعد ...
تلك الرواية التّي يقصّها الكون على مسامع الفجر
تلك الرعشة الأولى التي تسري على شغاف الزهر
ذلك اللحن الجليل ..
ذلك الشوق المرير
حكاية مدّ وجزر..
ألم تفهم  بعد ..
ذاك الإحساس الذي يذيب موانئ السهر
وعيون لمّعها الخشوع تصلّي عند محراب القمر
ألم تسمع  بعد ..
تغاريد الروح تناجي  همسات القدر
تآويه الصمت  حين يقبّله الخفر
أيعقل ..! ؟ ألم تدرك بعد ..
الحب الذي ولد فينا وولدنا فيه
الحب الذي لامس المدى ..
جاور الأفلاك
تخطّى الآفاق
جعلني أحلّق على جفنات المطر
الحب الذي لأجله  سال رحيق القلب
يمسّد جفونه  العارية
يحميه من هفوات الضجر
ربّما ..
ربّما لم تأتِ بعد
يا حبيبي المنتظَر ..

في صمت الليل

أعود إلى منفاي
صديقي القلم
يذرف  الشوق دموعا
على أوراق الندم
ما عدت كما كنت
كلّ شيء فيك تغير
حتّى ملامح الزمن
كيف أعتاد العيش في الصحاري!؟
و أحتمل  صقيع الليالي!؟
وقد أسكر الألم أيامي
مزّق خارطة أحلامي
وألبسني ثوب الوهن
تعال ...
اقترب
استرح بين حروفي
تفيأ في ظل كلماتي
قبّل أبيات قصيدتي
تعال ..
فلم تبقِ مني حبيبي
سوى  حروف خرساء
وبسمة صفراء
سرق ألوانها الشجن
تعال ..
فما مات في القلب
تتلو صلاته  الروح
وفي صمت الليل اندفن

تانغو الغرام

يتلاشى القلق على أرصفة  التفاصيل
وأعيد لنسج الحروف نضارتها
بصوت الروح الصادح :
ما من مستحيل ..
ويتبارى شوق الفصول
لوصل ..
لحكاية ..
لانعتاق ..
لقدر .. حرَّرتُ جناحية
وأطلقته جزافا في فضاء روحي
لوشوشات  ثغر الخشوع
لليل متنسك يصلي لبزوغ فجر السكينة
لنور هنا وترتيلة حب وصفاء
لعينيك
لأجل روحي التي تحيا في حنايا روحك
لأجل الحب
سأغوص في صميم المتناقضات
ساعتنق الوهم  وأعلن ثورة الأحلام
وأخون مباديء الأرض وأستبيح تقاليدها الفارغة
لأجلك
سأرشي الزمن ليقصّر لحظات الانتظار
وأساوم الأحلام كي تبقيك في عيوني ليل نهار
سأسرق من لحن الوجود نغمات الفرح
وأرشها عبير حب على محيّاك
سأغتال التاريخ وأمحو الأساطير
لأعلنك سيد العصور وفارس الأبطال
سأمزّق قاموس العشق
لأعلن من عينيك لغة الحب
ومن همساتك ذخر العشاق
لترقص الأرواح
لحن تانغو الغرام
رقصة التحرر
لما بعد الوجود

أمي

لأجل عينيك أنشد الربيع ترتيلة الحب وابتسم النهار 

يا أوفى الأمهات التي همست لها السماء بأسرارها

ومن ثغر حنانك استقت الأديان رسالة إيمانها 

يا أم الخير وفي حضن روحك لمست الله سكرة صوفية 

يا من تعزفين بدمعك الصلاة سنفونية 

يا من تخترقين الجماد فيستحيل إلهاماً وأفكاراً إبداعية 

أيتها الأم العربية 

يا من ذاقت كلّ آلام الأرض 

وصارت قلوبها مجامر يحترق فيها بخور الحريّة 

يا أحلى الأمهات ..

يا من أهيم بحبها نسكاً وعبادة وألوهية 

يا أمي ..

لأجل عينيك رسمت حروفي بدم القلب أشعارا

ومن سكينة الروح جعلت لك القلب صومعة والروح خمارا

ونسجت برحيق كلماتك للحب عباءة 

بخيوط فردوسية ..