جداول حنين

أنين صامت حزين
جداول حنين
وشوشات قلب دافئ
من خلف أبواب الزمن
ورياح القدر تعصف بنا
وبين مدٍّ وجزر
تتقاذفنا أمواج الحياة
ويبدو  اللقاء  بعيداً ..
يقطن  جزر النسيان
كيف أعيدك حبيبي ؟
كيف ألم شتات أحلامي ؟
كيف أعيد للقلب تغاريده ؟
ليتني أستطيع حلّ الوثاق
وتحرير أسراب الألم
 من العيون والقلوب
ليتني ...
ولكن ..
قد تبقى الأماني
نسمات عابرة
تحملها  همسات الروح
وتمضي ..
ويبقى الحلم .. لحظة فرح
في غموض الأيام

الصباح

على صفحات الماء

نرسم حبنا

وتذوب أوراقنا
في بحار الأحلام ..

أحلامنا تحيينا حبيبي

صوتنا ..

صوت الغد البعيد

بعيد ..ولكننا نسمعه

يأتي مع معزوفة الأمل

بعيد .. ولكننا نراه

يتلألا في عيوننا

كنجمة بعيدة مضيئة

الليل طويل ..طويل

ولكن لكل ليل صباح

صباحنا آتٍ حبيبي..
ومعه فرح  اللقاء
ينتظرنا هناك..
ونحن هنا ...
 بنار الشوق ننتظر .

صندوق الذاكرة

ذاك الباب القديم

تلك السنديانة العتيقة

بحرة الماء وسط الدار

درج البيت العتيق
وجدرانه ...
همسات ماضٍ
تطل ّمن خوابي  الذكريات
تعود الصور ...
لتحكي لنا حكاية
عبث  بأوراقها الزمن
بعثرها خريفه
شتّتتها رياح الشتاء
طوتها الثلوج
في ذاكرتها الخرساء
لكن ...
ما زال الطريق نفسه
يعبره عابرو سبيل
يلتقي الحاضر بماضيه
يحطّ الزمن رحاله
والصندوق الخشبي
في بهو القبو
يغلّفه الغبار
ما زال يخبّئ الأسرار...

يلتفت القدر ساخراً
ويمضي في طريقه..
سيزول قريباً ربيع الأيام
وتتوالى الفصول ..
نلملم أوراقها
نحفظها في صندوق الذاكرة
وما زال الصندوق
في ذلك القبو العتيق...

ومن تراه يهتم ..؟!
نبحث عن الآتي
عن كلّ جديد ..
وما من جديد

كلّها أوهام بأوهام

كلعب الأطفال
قطع مبعثرة
القطع نفسها
ولكن
في كلّ مرّة
 نعيد ترتيبها بشكل مختلف
لتتبعثر من جديد...

ماذا أقول له

كالحلم ...

يسري في وجداني 

يسطع نوره في قلبي
كانعكاسات القمر

كلماته
كنبض الربيع الباسم
كأوراق السهر المبعثرة
كسيل ضحكات الأطفال
كرحيق أنفاس المطر

ماذا أقول فيه ..؟
كيف أصفه ..؟
ذلك السكون  البديع الذي يلف أفكاره
أو ذاك الشوق الشغوف في صفو أنغامه
عيناه ...
فيها مسك الأحاسيس انتشر
كيف أنساه ..؟
وهو الذي أنساني نفسي
وأسكنني خارج زماني
 فرحي بسحره انغمر

ألوذ منه وإليه..
كيف أبتعد عنه ..؟
كيف أحيا بدونه ..؟
وهو يسكن روحي
كما يسكن العين البصر

الانتظار

ينتظر مع سكينة المساء

شرود الافكار يشق طريق الغموض

تلقي السنوات أثقالها

ويلوذ بصمت الخاشع الراضي

ينصت إلى أصوات غريبة
وينظر إلى وجوه أغرب
وما زال ينتظر...
تتماوج الأخيلة أمامه
كراقصات الباليه
ومن حنين نفسه
وصفاء الروح
ينبعث النور
حباً يسجد له الحب
ومع كل نبض
من نبضات قلبه

يبتسم لحن الربيع

أي وجه من وجوه الحقيقة

ترسم الأقدار ..؟

وما الذي يبقى بعد الرحيل ..؟

تغاريد بعيدة تلوح من خلف الأفق
ونرجس الوادي ما زال يفوح بعطره

سينتهي انتظار ليبدأ آخر

ماذا  يبقى ...
وما الذي يزول..

مع صحوة الصباح

لون جديد

ينتظر أفول شمسه

ومع نسيم المساء

نغم جديد

يحيا  في حنايا القلوب

يذوب في اللامدى

ليغفو في حضن الأحلام

رماد السراب

حين يصبح الماضي كالآتي
وترفل الظلال  بحلل الضياء
صخب الأرض يستغيت
السكون من حضن السماء
والأصوات بلا أصداء
تناجي العاصفة النسيم
ويتوق للصيف الشتاء
يهيم الأمل بالألم
ويسعد الفرح بالشقاء
حين تتحرر المحبة الخالصة
ونتنفس أريجها كالهواء
حينها ...
لن تكون الدنيا دنيا
ولن يكون لنا فيها بقاء

ماذا أهديك..؟

ماذا أهديك حبيبي ..؟

كلّ ما في الدنيا محال

ماذا أقول لأحلام الورود في العيون ..؟

ودموع القلب تواسي في الروح الجروح

ذوّبني الصبر ..
لكن لا أبالي
على بساط الخيال أسافر...
من مروج السماء ..
أقطف للحب أزهاري
ألتقط النور خيوطاً

أحيكها رداء لروحك 

أجمع ندى الياسمين 

وأروي ظمأ قلبك

أنتزع من عمري أروع اللحظات

أعطر بها الكلمات

وأنثرها صفواً في الليالي

ماذا أهديك حبيبي ..؟

وأنت سراج الروح

ونبض القلب

فما عدت أملك سوى حبك

لحن أيامي
وآمالي..

سكرة الموت

ينساني الليل شاردة

بين أقلامي وأحلامي

تتراقص الأضواء في عيوني
وتسجد الأفكارلأنين الصمت
يتأوّه القلب جريحاً
والزمن الخائن يستريح على عرشه
حلم بعيد يؤنس وحدتي
يقطر الذكرى ويسكبها
لوعة ألم
 ونشوة فرح
همسات النسيم تفوح منها الكلمات
بخوراً مقدساً
وتراني هائمة ...
تحملني أمواج حبك العطرة

فوق أشرعة الزمن

أبحر في عيونك

تغلق علي أجفانك
ليخمد العشق أنفاسي

تحتضنني سكرة الموت الأخيرة

وما عشت إلا لأجلها

كفاك ركوداً

تحرّك ...
كفاك ركوداً
يكاد يقتلني الجمود
اغضب .. تمرّد..
تفلّت  من  القيود
وانثر أثير الحب
ألواناً في سمايا
انطلق
عبّر...تكلّم..
حرّر  الأشواق
واشعل جليدك نيراناً
تلهب القلوب في الحنايا
استفق..
بدّد ظلمة الخوف
قد ألهم الهوى
آلافاً من العشاق
فلماذا تقبع في الزوايا
أين جرأتك ..؟
أين اللّحن والغناء؟
كيف يشيخ الأمل
وينطفئ الضياء..
وتصبح البداية  في نهاية
انتفض ..
مزّق ثوب السّبات
ولا تسل ..
فكلّ العباقرة
كانوا مجانين في البداية
لا تلمني
إن ملأ صوتي المدى
فأنا  أرفض  الخنوع
ولم أعتد الركون في الخبايا
تحرّك ..
كفاك ركوداً
ما زال الجمر يلمع
من تحت الرماد
وما زال ثغر العشق
يبتسم في المرايا

إلى حيث بدأت

تتمرد الأفكار ..
وتعدو خلف بحار من الأسئلة
وما وراء السؤال سوى آخر أكثر تعقيداً
وهل من تغيير ..؟
تتبلور الملامح وتختفي
نتيقن الأمورلتنتفي
ومن ذا الذي يزيل النقاب..؟
وراء الغموض غموض
وخلف الأفق آفاق ...
تضيق علينا الجدران
والنوافذ مقفلة
أكاد أشعر بالاختناق
أما من هواء ..؟
أصرخ بصوت جريح
وليس لصوتي صدى
يذوب الدمع صامتاً
في حنايا الروح
أستسلم للسكون
والسكون قداسة
قد أجد ما يرضي فضولي التائق
ولكن ماذا بعد ...؟
تتبدد الأفكار في تناقضاتها
تموت ذكرياتي
لا أشعر بغدي
أنظر إلى الأشياء
ولا أبصر شيئاً
سوى ذلك الخيط الرفيع الغامض
من الوميض الذي لا ينطفئ
أمسك بحبل النجاة
لأكتشف ..
أنني وسط دائرة مقفلة
وأعود ...
إلى حيث بدأت

نور المحبة

مع  تنهدات الياسمين

وأشواق البنفسج
ونسائم الرياحين ...
أستنشق عطرها .

مع خرير الشلال
وحفيف أوراق الشجر
و غناء الطيور المهاجرة
وخشوع الفجر الصامت ...
أسمع صلاتها .

في رهبة الجبال
وهدوء الوادي
وندى السهول
وتمازج ألوان قوس القزح
وبدر الليالي ...
أراها.

في كل عاطفة صادقة
ورقة  قلب حنون
وابتسامة طفل بريء ...
أحس بها .

هي هنا وهناك...
في كل ذرة من ذرات الكون
في تكامل الطبيعة وتناغمها
في كل ما نحبه ولا نحبه
هي فينا ومنا ولنا..
شئنا ذلك أم أبينا

إنها المحبة الإلهية
التي تغمرنا بدفء نورها
نور الأمل ...                

والحب...
والفرح....

الذي يسكن في العيون

في دنيا الأحلام

في دنيا الأحلام البعيدة ..

يسكن حبي

من نبض أملي يرتوي

وأحيا بنبض روحه

يلقي الليل وشاحه الأسود
ويبتسم وجه القمر
عالم آخر ..
لم يدنسه بشر
تعانقنا أفراح الورود
 ترسم لنا الطريق

ويحضننا شوق

من الشوق اشتعل

في دنيا الأحلام البعيدة

تسكن أسرار الوجود

هناك ...

إحساس آخر يسبغ الوجود

وتشجو ألحان الوتر

بقايا بشر

عندما يصبح الكذب سمة يفتخر بها المجتمع

تصبح الحقيقة عار

وعندما يكون الناس عبيد القشور

تصبح الألباب فارغة خاوية

وحين تصير الأحاديث تافهة

يفقد الكلام قيمته
ومتى يكون الناس حروف وأرقام

تصبح الأرواح منسية مهجورة

وحين تصبح العقول مجرّد آلات في خدمة الجسد

يصبح الجنون رحمة من الخالق
وإذا نحن رضينا بأن نكون دمى تحركها

المصالح والأهواء

فلا أسف إذاً على الإنسانية

لأننا سنصبح بقايا صور من البشر

عندما نعود

عندما نعود ..

تعود البلابل لتنشد أسطورة اللقاء

ترتحل الكوابيس إلى ظلامها المخيف

ويمطر الأمل أحلامه خيوطاً ذهبية

عندما نعود ..

نعود من جديد ..

لنعبر مسافات الذكريات ..

نلمّها كزاد من الفرح
نتوه في ألحان البنفسج
لطالما كانت تحمل رسائلنا مع النسمات
تغصّ الكلمات بالدمعات ..
ويحضن الصمت أشواقاً ..
نفض عنها غبار الزمن
عندما نعود..
سنكون أحراراً كفراشات الحقول
سنكون ألوان المدى ..

وابتسامات الربيع ..

نمضي معاً ..

إلى رحلة جديدة من رحلات العمر

لا تشبه سواها ..

ولم يختبرها أحد

كن أنت ..أو لا تكن

أهواك ..

وفي الهوى ليس للمنطق مكان

العشق عشق الروح لا عشق الكيان

يتغلغل الإحساس فينا دونما استئذان

الله واحدٌ  والحب ّ واحدٌ
كن  أنت  ..
أو لا  تكن ..
لا خيار ثالث  يكون في الحسبان

كن صوتاً يمزّق أوتار الزمن ..
أو فلتكن  صمتاً يسجن الأحلام في الوجدان

كن ربيع القلب الدائم  ..

أو فلتكن  شتاءً من الحرمان

كن نور الصباح الندي النسيم ...

أو فلتكن ظلمة الأقدار وضعف الإيمان
كن ناراً تحرقني بشغاف الحب ..
أو فلتكن جليد الماضي والنسيان
كن أنت حبيبي أبداً
واسكن نعيم الذات...
أو لا تكن
ودعني ورحلة  الموت والهذيان

الطوفان

من نور الروح المنبلج في النفس

أرسل نسمات ..

أريج سحر وترنيمة حب
إلى الذكريات  التي لا تموت
إلى الإحساس الذي لا يزول

إلى نجمة بعيدة

أهمس لها  أسراري

وسحابة شوق
تمطر حبيبات فرح حزين
لا يمكن أن تذوب الكلمات

ولن تُمحى الشمس أبداً

مهما اختفت خلف الأفق

والصوت الخافت يبقى مسموعاً

لأنه يهمس بالحقيقة

وسيبقى يهمس بها

 من الأعماق  ينطلق
مهما تجاهلناه

فهو كالنهر الراكد

إلى أن يأتي الطوفان